روايات كاملةرواية نور الروح

رواية نور الروح الفصل 12

رواية نور الروح الفصل 12 (نفس المكان من تاني) نوفمبر 2017 (محمود ونور)  بعد إنتهاء عيد ميلاد نور الصغيرة ذهب محمود مسرعا لكي يأخذ نور وابنها من المستشفي

تحت منزل نور في سيارة محمود

نور : شكراً يا محمود تعبتك .

محمود: أنا اللي شكراً يا نور .

نور: بتشكرني علي إيه إنت اللي تعبان معايا من أول اليوم وجيت وعطلت نفسك و..

يقاطعها محمود بنرة هادئة  : نور أنا أسف

نور: أسف … أسف علي إيه.

محمود : علي الوجع الى فات يا نور .

نور محاولة تغيير الحديث : أنا هطلع علشان محمود  إبني ميتعبش الجو هوا وهو لسه برضه خارج من المستشفي.

محمود: تمام خدي بالك من نفسك .

ينزل محمود من سيارته لكي يفتح باب السيارة لنور

محمود :ممكن أتصل بيكي لما أروح أطمن عليكي وعلي محمود الصغير ..

نور بإبتسامة : أه أكيد .

تصعد نور إلي منزلها تضع طفلها الصغير في غرفته حتي يذهب في النوم

تدخل إلي غرفتها تستبدل  ملابسها بملابس النوم تقف أمام المراه  متأملة ملامح وجهها

ناظرة إلي ملامح وجهها المكتسي بإبتسامة منذ سنوات مضت لم تعرف فيها منذ زمن …. إبتسامة الروح في نور عيونها التي أشرقت للمرة الأولي منذ ثماني  سنوات ..تتحس بشرتها تشعر بملمس كل ذرة فيها وكأن الحياه دبت فيها مرة اخري بعد جفاف سنوات … محدثة نفسها .

إزاي شكلي أختلف عن الصبح حاسة إن وشي زي ما أكون صغرت 10 سنين في يوم واحد .. معقول يوم واحد مع محمود بكل اللي فيه …..يقاطع تفكيرها صوت هاتفها لتجد أن المتصل محمود .

محمود بنبرة صوته الهادئه التي إفتقدت  سماعها منذ سنوات مضت في الهاتف : مساء الخير يا نور لسة صاحية ؟

نور مرتسمة علي وجهها إبتسامة حنين  : أه لسه صاحية إبني لسه نايم .

محمود : طفل جميل يا نور شبهك في كل حاجة عارفة  الوقت إلي سبتني فيه معاه حست إني قاعد مع نسخة مصغرة منك في كل حاجة في ضحكتك وطريقتك حتي تعبيراتك حبته اوي زي ما أكون أعرفه من  يوم ما نور الدنيا زيك .

نور : شكراً يا محمود هو كمان إتبسط اوي معاك عارف فضل يتكلم عنك طول الوقت لحد ما راح في النوم شكله حبك اوي .

محمود : وانتي يا نور

نور بتنهيدة :أنا ….

محمود: إنتي لسة بتحبني .

نور: في حاجات بتتولد جوانا يا محمود مش بتموت غير بموتنا .. تصمت لثواني محاولة  تغيير مجري الحديث

إحكلي بقي عن شغلك بتشتغل فين دلوقتي بعد ما رجعت وإستقرت نهائي في إسكندرية .

محمود بتنهيده لإداركه أن نور تتهرب من البوح عن مشاعرها في تلك اللحظة :

فتحت المكتب يا نور من تاني  … مكتب نور للديكورات

نور بإبتسامة : هو إنت لسه محتفظ بالإسم لحد دلوقتي

محمود : لسه محتفظ بكل حاجة فيه إتحطت بايديكي يا نور مش بإسمه بس .

إيه رايك تنورني بكرة في المكتب

نور ولازالت نفس الابتسامة علي وجهها : أنا موافقة بتكون موجود امتي .

محمود: أنا بروح كل يوم من 10 الصبح ل 10 بليل تقريباً مقيم في المكتب قولتلك إني دافن حياتي كلها في الشغل .

نور: خلاص هعدي عليك بكرة إن شاء الله .

محمود : شوفي تحبي تجي إمتي وأنا أعدي عليكي .

نور: لا متتعبش نفسك أنا عارفة العنوان حافظة لحد النهاردة .

محمود : ولسه لحد النهاردة بتتلخبطي في الشوارع .

نور : إنت لسه فاكر .

محمود : عمري ما نسيت .. عمري ما نسيت دقيقة معاكي يا نور .

نوربابتسامة كسوف : طيب يلا نام علشان بكرة عندك شغل والوقت متأخر وأنا كمان تعبتك معايا أوي .

محمود: تعبتني إيه يا نور …. أنا كأني رجعت للحياة من تاني بلقاكي النهاردة.

نور بايتسإمه خجل : تصبح علي خير هكلمك قبل ما أجي بكرة  .

محمود : هستناكي بس من فضلك خلني أنا اللي أجي أخدك علشان أضمن انك مش هتوهي زي زمان .

نوربضحكة وقد رأت كلماته بعين قلبها فكلماته لم تكن تقصد التوهان في الوصول الي طريق مكتبها لوحدها ولكنها كانت تحمل معني أخر خارجاً من عمق روحه أن لا تتوه في طريقها دونه كما كان حالها في العمر الذي مضي .

ليأتي ردها  داخليا في عقلها … وأنا مش عاوزة أتوه تاني يا محمود .

محمود وتمني إنها قد تكون فهمت المغزي من كلماته بابتسامه تنبع من روحه المتعطشة لحبها :… تصبحي علي خير .

نور وقد اشرقت ملامحها بأبتسامة طفولية   : وإنت من اهله .

كانت تلك الليلة ليست كأي ليلة مضت فلقد نام كل منهما نوماً عميقاً بمجرد إغلاق الهاتف وكأن روح كل منهما قد تذوقت عسل الراحة المطيب للروح بعد سنوات من فزع الفراق .

وفي الصباح كان محمود مستيقظاً بحالة نشاط لم يعرفها جسده منذ زمن وفي أثناء تحضير إفطاره إلتفت لجرس هاتفه ليجد أن المتصل نور .

نور : صباح الفل .

محمود: صباح النور يا نور إيه الي مصحكي بدري .

نور: أصلي فكرت وحست إني ممكن أتوه في ايه رأيك تجي تاخدني وأنت رايح المكتب … أنا مش عاوزة أتوه تاني يا محمود .

محمود شاردا في كلمه نور وقد تأكد أنها فهمت المغزي من كلامه ليلة أمس  : أنا مش عاوزة أتوه تاني مردداً داخل نفسه

ولا أنا بقت مستحمل تتوهي مني تاني والله .

يقطع شروده نور … محمود إنت معايا .

محمود بكل ما يحمله من شوق مدفون منذ سنوات: ولا أنا هسيبك تتوهي يا نور تاني .

نور مبتسمة لإدراكها ما يحمله كلام محمود من معني مخفي

نور : طيب هتعدي عليا إمتي .

محمود : يناسبك كمان ساعة تكوني لحقتي جهزتي لسه زي ما أنتي يا نور بتاخدي وقت طويل علشان تجهزي.

نور بضحكة : إنت لسه فاكر …. الحقيقة أه .

محمود: خلاص ساعة ولا أكتر .

نور : ساعة تمام جدا .. مستنياك .

بعد ساعة

نور تجلس بجوار محمود في سيارته مرتدية ثوباً أبيض يحمل نقوش ملونة كأنه يوصف ما بداخل قلبها في تلك اللحظة بشعر أسود ليلي منسدل علي كتفيها للوهلة الأولي التي يراها القلب يشعر كأنها فتاة في العشرين من عمرها.

نور: طول عمرك مواعيدك مضبوطة يا محمود بالدقيقة

محمود : المرة اللي إتاخرت فيها خسرتك يا نور .

نور : إحنا الإتنين خسرنا يا محمود .

محمود: نور … إمبارح أنا حست روحي إتردت ليا برجوعك .

نور : لسه بتقول كلام حلو زي زمان وبتقري أشعار جلال الدين الرومي وشمس التبزيري.

محمود: كل كلمة إتكتبت في يوم منهم كإنها كانت موصفة ليكي .

نور: أنا قولتلك امبارح إني انا كمان بقت بحبهم أوي وبقت بكتب وبقري بالعربي كمان .

محمود بضحكة : يعني لما أكلمك دلوقتي كتابة أكتب عربي مش فرانكو .

نوربعيون باسمة  : إنت لسه فاكر .

محمود  ضاحكاً: إنتي كنت بتجنني وأنا مكنتش بحب الفرانكو وإنتي مش بتحبي العربي.

نور : لا يا سيدي دلوقتي إتكلم عربي براحتك .

وبعد مرور 20 دقيقة  لم ينقطعا فيها عن الحديث والضحكات وكأنه لم يمض علي فراقهم سوي لحظات وليست سنوات بكل ما حملته من أوجاع وصلا الي مقر مكتب محمود .

في داخل مقر المكتب

نور تلتفت بعيونها في أنحاء المكتب وكأنها تستنشق كل ركن فيه بإشتياق .

نور : وحشني المكتب أوي يا محمود .

محمود: وإنت وحشتني أكتر يا نور .

تنظر نور بكسوف إليه ولا ترد للحظات تظل تتجول في إنحاء المكتب تسترجع ذكرياتها معه في كل ركن فيه محدثة نفسها

في نفس المكان دا عشت أجمل لحظاتي معاك وودا برضه نفس المكان اللي يوم ما وقع إنت سبتني ومشيت    ؛ لو كنت تفهم وقتها أن المكان دا كان حتة من روحي معاك لو مكنتش مشيت زمان كان زمانه بقي جنة وكنا احنا كمان إترحمنا من وجع الروح سنين .

وفي عصف الذكريات الجميلة والمؤلمة وصراعها تخرج دموع من عيونها لتعبر عن أوجاع فراق وألم في الروح حبست في سجن تحت االأرض لسنوات .

محمود ناظراَ إليها  بنظرة تجمع قلق الكون في عينه : نور إنتي بتعيطي .

نور من وسط دموعها  :أنا أٍسفه إفتكرت أيامنا زمان هنا كل ركن هنا كان ليه ذكري معاك فيه .

محمود : حقك عليا يا نور أنا اللي أسف أنا اللي محافظتش علي الذكرى دي .

نور من بين دموعها : اللي حصل حصل خلاص .

أنا عاوزه أمشي .

محمود : لا … مش هسيبك تمشي يا نور تاني

نور : أنا عاوزه امشي من هنا بس .

محمود: لا لا من هنا ولا هسيبك تمشي تاني في أي مكان  .

نور بضحكة من وسط دموعها

إزاي بقي مش هتخلني أمشي

يظل محمود صامتاً لثواني وكأنه يستجمع شجاعته للعودة للحياة بعد سنوات من الموت

كدا يا نور

ليقوم بتخبئتها بين أحضانه محدثاً إياها

مش هسمح إنك تمشي يا نور تاني .

وما بين أحضانه لا تقاوم نور وتسمح لشلال الدموع المدفون منذ سنوات  ولكبرئايها الذي ظل يقاتلها العمر الذي مضي ترتمي وتصرخ

أاااااه  أااااه من وجع الروح الي مش بينتهي  أااااااااه من وجع القلب الي بيقوي في كل يوم مبيخلصش .

محمود محتضاً حبيبته بقوة وكأنه خائف أن تخرج من روحه مرة أخري  : حقك عليا أنا … نور تتجوزني

وقبل ان ترد نور تنبه الي صوت رسالة وصلت للتو علي هاتفها وفي داخلها شيئاً يدفعها الي رؤيتها في تلك اللحظة

تفتح نور الرسالة وقلبها يرتعش خوفاً دون أن تفهم السبب لتجد صوره لها بجوار محمود بالأمس في سيارته ألتقطت دون أن تعرف ويرافقها عباره بالإنجليزية

بقي فاكرة أن حد هيخدك مني تبقي غلطانة محدش ياخد حاجة من مارك يا نور هخلصلك عليه وأمنعه يقربلك تاني .

لترتعد نور من الرسالة وفي نفس الوقت لسانها ملجم لا  تعرف كيف تخبر محمود خوفاً من رده فعله تأكدت في تلك اللحظه ان مارك يراقبها وقريب جدا منها .

متذكرة سؤال محمود وهو ينظر إليها بذهول

نور في إيه مالك الرسالة دي فيها إيه

نور متجاهلة سؤاله محاولة الهروب بإي شكل

نور: من سط بكاءها …. لا  …  أنا برفض أتجوزك

نور : ماسحة لدموعها …

وفي محاولة منها لتجميع رفات كلماتها

….. مش هعرف أسامحك علي كل الوجع … أنا همشي مجي كان غلط أنا معرفش أنا الي قولته دلوقتي إزاي طلعت كل اللي جوايا كدا .

لتأخذ حقيبتها وسط دموعها وتنصرف ومحمود ناظراً لها في حالة ذهول .

#نهاية الفصل الثاني عشر

#الكاتبة_نور_البشرى

#رواية _نور_الروح

قد يعطينا القدر فرصة جديدة لنختار ويبقى السؤال ما بين حياة ولا حياة اي مفترق طرق سنختار !!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى